الاقتصاد القائم على تدوير الكربون

إدارة بصمتنا الكربونية

على خلاف نموذج اقتصاد الكربون الخطي الذي يعتمد على استخدام المواد ثم التخلص منها، يشجع اقتصاد تدوير الكربون على تبني نموذج تدويري يركز على الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وإعادة استخدامها وتدويرها وإزالتها من البيئة. إن مفهوم الاقتصاد القائم على تدوير الكربون يوصف بأنه ركيزة أساسية تساعد في إعادة التوازن لدورة الكربون في العالم.


ما هو الاقتصاد القائم على تدوير الكربون؟

تتخلص معظم الاقتصادات من المواد الخام كنفايات بعد استخدامها.

يستخدم نظام اقتصاد التدوير الموارد مرارًا وتكرارًا.

الاقتصاد الدائري للكربون هو إطار لإدارة وخفض الانبعاثات. ويشمل مفهوم الاقتصاد القائم على تدوير الكربون، والذي يضم المحاور الأربعة التالية: الحد من انبعاثات الكربون، وإعادة استخدامه، وتدويره وإزالته.

اعتمدت المملكة العربية السعودية وأرامكو إطار الاقتصاد الدائري للكربون كوسيلة للحد من آثار الانبعاثات الكربونية.

ماذا تفعل أرامكو لتعزيز الاقتصاد القائم على تدوير الكربون؟

نعتقد بأن الاقتصاد القائم على تدوير الكربون هو إطاراً فاعلاً لتشجيع خفض مستوى الانبعاثات على مستوى العالم، ودعم جهود تحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي.

وقد أطلقت الشركة عددًا من المبادرات الرامية إلى وضع إطار للاقتصاد القائم على تدوير الكربون.

ويتبنى هذا المفهوم أهم العناصر التي تقوم عليها نماذج الاقتصاد الدائري بغية الحد من انبعاثات الكربون، وتعزيز كفاءة استهلاك الوقود، والحفاظ على المياه، وتصنيع مواد الجيل التالي التي تجعل المنتجات الاستهلاكية أكثر محافظةً على البيئة.

تعمل الشركة على تطوير عدد من تقنيات استخلاص الكربون التي تحتجز ثاني أكسيد الكربون وتخزنه في التكوينات الجيولوجية.

وتستخدم الشركة أيضًا تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، للحد من الانبعاثات من خلال مراقبة استهلاك الطاقة في الشركة، والوصول إلى المستوى الأمثل لاستهلاكها، وتحسين معالجة البيانات السيزمية وتحليلها، وتطوير طرق استخلاص النفط الخام، وتعزيز الطاقة الإنتاجية لآبار النفط.

وتصنَّف كثافة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمال التنقيب والإنتاج في الشركة ضمن الانبعاثات الكربونية الأقل كثافة في قطاع الطاقة.

وستواصل الشركة جهودها لابتكار واكتشاف حلول فعالة لإدارة الكربون تتيح لها الحد من الأثر البيئي لأعمالها إلى أقل مستوى ممكن.

الحد من الانبعاثات: الحد من حرق غاز الشعلات

حرق غاز الشعلات هو عبارة عن احتراق الكميات الزائدة من الغاز المصاحب لإنتاج النفط الخام، وهو إجراءٌ يؤدي إلى هدر هذا المورد الثمين، كما أنه مصدرٌ لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.

ولطالما كانت أرامكو رائدة في الحد من حرق الغاز في الشعلات.

ومنذ سبعينيات القرن الماضي، بدأنا تشغيل شبكة الغاز الرئيسة، وتواصل الشركة تطوير برنامج الحد من حرق الغاز في الشعلات للحد من الانبعاثات الكربونية إلى درجة كبيرة.

كما تمثل هذه الممارسات جزءًا من التزام الشركة المستمر بمنع حرق الغاز في الشعلات نهائيًا.

وقدمنا برنامجنا للإحراق الروتيني الصفري، مما قلل بشكل كبير من كمية الغاز التي نحرقها. وتمثل هذه الممارسات جزءًا من التزام الشركة المستمر بمنع حرق الغاز في الشعلات نهائيًا.

 منصة النفط/الغاز البحرية -- نظام استخلاص غاز الشعلات -- أرامكو السعودية
وفي إطار برنامج الحد من حرق الغاز في الشعلات، انتهت الشركة من تركيب عدد من أنظمة استخلاص غاز الشعلات، من بينها الأنظمة المركبة في مرافقها البحرية في السفانية.

إعادة الاستخدام: استخدام وتخزين ثاني أكسيد الكربون

تقنيات الاستخلاص المعزز للنفط هي عبارة عن حقن مادة في مكمن النفط الخام لزيادة طاقته الإنتاجية. ويساعد حقن ثاني أكسيد الكربون في الخزان في تحسين وتعزيز استخلاص النفط، وعزل ثاني أكسيد الكربون في الوقت نفسه - وهو مكسب للجميع.

حقل الغوار هو أكبر حقل نفط بري تقليدي في العالم تم اكتشافه، وتدير فيه أرامكو مشروعًا يعمل بأحدث التقنيات في الشرق الأوسط لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون وإعادة حقنه، مما يبرهن على دور أرامكو الرائد في مواجهة التحديات المناخية العالمية.

فبعد أن يتم استخلاص ثاني أكسيد الكربون في معمل سوائل الغاز الطبيعي في الحوية ومعالجتها، يتم ضخها إلى حقل النفط في العثمانية على بعد 85 كلم ليجري إعادة حقنها في مكمن النفط بالغوار.

ويسهم هذا في الحد من الانبعاثات وتعزيز معدلات استخلاص النفط، مع إعطاء الأولوية للحفاظ على المياه ومعالجتها وإعادة استخدامها.

إعادة التدوير: المحافظة على المياه

المملكة العربية السعودية هي أرض لا تتدفق فيها الأنهار، وتتساقط الأمطار فيها بشكل متقطع، ودرجات الحرارة في الصيف تكون مرتفعة.

إن الحفاظ على الماء هو محط اهتمامنا. 

تلتزم أرامكو بالمحافظة على المياه، بهدف تخفيف الضغط على موارد المياه الطبيعية. وفي هذا السياق، تقتضي جهود المحافظة على المياه ترشيد معدلات استهلاك المياه، وتقليل هدر المياه، وزيادة معدلات إعادة

استخدام مياه الصرف الصحي إلى أقصى حد ممكن، وتشجيع استخدام مصادر المياه البديلة، مثل مياه البحر ومياه الصرف الصحي ومياه الحمأة المعالجة.

وتتطلع أرامكو كذلك إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة للارتقاء بنظم معالجة المياه ونقلها وضمان استدامتها.

زرعت أرامكو 13.3 مليون شجرة مانجروف على امتداد ساحلي الخليج العربي والبحر الأحمر

إزالة ثاني أكسيد الكربون: تطبيق تقنيات الاستخلاص

زرعت أرامكو 13.3 مليون شجرة مانجروف على امتداد ساحلي الخليج العربي والبحر الأحمر، وزرعت أيضًا أكثر من مليون شجرة برية أصيلة مع خطط لزراعة ملايين الأشجار الأخرى.

وتشكل أشجار المانجروف حوضًا طبيعيًا لامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو، إلى جانب دورها في استعادة الموائل الطبيعية التي تعزز التنوع الحيوي، وكونها حاجزًا طبيعيًا لمقاومة تآكل السواحل.

وقد ابتكرت أرامكو تقنية متنقلة لاستخلاص الكربون يمكنها تجنب 40% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من المركبات عن طريق عدم خروجها من أنبوب العادم، مما يبشر بمستقبل واعد لا سيما في قطاع الشحن البحري.